كوفيد-19 : هل يحد ارتفاع درجات الحرارة من انتشار الفيروس في المغرب ؟
كوفيد-19 : هل يحد ارتفاع درجات الحرارة من انتشار الفيروس في المغرب ؟
مع اقتراب حلول فصل الصيف و في ظل الارتفاع الملحوظ لدرجات الحرارة بعدد من جهات المملكة خلال هذه الأيام، يراهن الكثيرون على الطقس الحار من أجل القضاء على فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) أو على الأقل الحد من انتشاره.
و في هذا الصدد تتوقع مديرية الأرصاد الجوية أن تشهد العديد من مناطق المملكة طقسا حار ابتداء من أمس و إلى غاية يوم غد، حيث من المرتقب أن تتراوح درجات الحرارة ما بين 37 و 44 درجة في عدة مدن من ضمنها أوسرد، واد الذهب، أسازاك، بوجدور، مراكش، قلعة السراغنة، فقيه بن صالح، بني ملال، بن سليمان، سطات، خريبكة، برشيد، الخميسات، مكناس، فاس، تاونات، القنيطرة، العرائش، وزان.
و أمام هذا الارتفاع المرتقب في درجات الحرارة، يزداد الحديث عن مدى قدرة الطقس الحار على القضاء على الفيروس أو التأثير على نمط انتشاره، و طفى على السطح سؤال : هل تعد درجات الحرارة المرتفعة عاملا كافيا في المعركة ضد كورونا؟
ارتفاع درجات الحرارة لا يكفي للحد من انتشار كورونا
و في هذا الشأن يرى طبيب الصحة العامة الدكتور إدريس هدان، أن الإصابات بفيروس “كورونا” (كوفيد-19) قد تتراجع حدتها بحلول فصل الصيف مع إرتفاع درجة الحرارة و مستوى الرطوبة في الهواء. بيد أن الحد من إنتشاره لن يتحقق إلا بالإجراءات الإحترازية و الوقائية الجاري بها العمل.
و لفت الدكتور هدان، المهتم بالفيروسات و البكتيريا و الأمراض المعدية، إلى أن الدراسات العلمية تؤكد أن إرتفاع درجة الحرارة في الصيف قد يخفض انتقال العدوى، مشددا على أن الحد من انتشار هذا الوباء لن يتحقق إلا بالتدابير الوقائية كالبقاء في المنازل و التباعد الاجتماعي و ارتداء الأقنعة الطبية، و اتباع قواعد النظافة ما يعني أن أجواء الصيف، و إن خففت من انتقال العدوى، فإنها لن تقضي على الفيروس تماما.
و أوضح الدكتور هدان، في أواخر أبريل الماضي، في معرض جوابه عن سؤال لوكالة المغرب العربي للأنباء، « هل ارتفاع درجة الحرارة يقتل فيروس كورونا؟ »، بأن الفيروس، الذي يتأثر بشكل كبير بارتفاع درجة الحرارة التي تفوق 30 درجة مئوية، و ارتفاع معدلات الرطوبة أعلى من 9 جم/ م3 ، ينشط في الطقس البارد و الجاف بالمقارنة مع الأجواء الحارة و الرطبة.
و أكد المتحدث ذاته أن أغلب الفيروسات تتأثر بدرجات الحرارة، خاصة الفيروسات المحاطة من الخارج بغلاف دهني، فتصبح قابلة للتدمير و الموت مقارنة مع الفيروسات غير المحاطة بغلاف دهني، إذ تكون درجة حساسيتها للحرارة أقل، مضيفا أن الغلاف المحيط بالفيروسات التاجية يمكن أن يجف بشكل أسرع في درجات الحرارة المرتفعة ما يؤدي إلى تعطيل انتشاره.
و اعتبر أنه كلما زادت نسبة الرطوبة في الهواء يتبخر العرق بسرعة أقل، ما يجعل من الصعب على القطيرات الفيروسية (الرذاذ) البقاء في الجو و الانتشار بين الأشخاص، لافتا إلى أن أشعة الشمس فوق البنفسجية تعطل هي أيضا نشاط الفيروس.
و خلص الدكتور هدان إلى أن فيروس “كورونا” لن يخرج عن سياق القاعدة العامة لفيروسات الأنفلونزا و نزلات البرد في فصل الصيف، مع ارتفاع درجة الحرارة و أيضا مستوى الرطوبة في الهواء، ما يعني توقع تراجع مهم في عدد الإصابات بالفيروس.
درجات الحرارة المرتفعة لا تقي من الإصابة بفيروس كورنا
و من جهة أخرى تقول منظمة الصحة العالمية إن البيانات المتوفرة لحد الآن تؤكد أن مرض (كوفيد 19)، يمكن أن ينتقل في جميع المناطق، بما فيها المناطق ذات الطقس الحار و الرطب. و أياً كانت حرارة الطقس أو الشمس، مشددة على أن البلدان المتسمة بطقس حارة تبلغ أيضا عن حالات عدوى بفيروس كورونا المستجد.
و منذ ظهوره في منتصف شهر دجنبر الماضي، انتشر فيروس كورونا بوتيرة متسارعة حول العالم، حيث سجلت أعلى حالات الإصابة بالفيروس في أوروبا و الولايات المتحدة. كما لوحظ أن المناطق الباردة كانت الأكثر تأثرا بالفيروس، مما حدا بالبعض إلى القول بأن درجات الحرارة المرتفعة قد تؤثر على نمط انتشار الفيروس.
و في هذا السياق أشارت دراسة أجراها باحثون في جامعة برنستون الأميركية و نشرت بمجلة « ساينس » العلمية، حول « أثر درجات الحرارة المرتفعة في الصيف على انتشار وباء كورونا »، إلى أن الحر في فصل الصيف لن يكون كفيلا وحده بإنقاذ النصف الشمالي من الكرة الأرضية من وباء كورونا.
و وفق تقارير إعلامية، قالت المعدة الرئيسية للدراسة رايشتل بايكر الباحثة في برينستون في بيان صادر عن الجامعة « نرى أن المناخات الأكثر حرا و رطوبة لن تبطئ الفيروس في المراحل الأولى من الجائحة ».
و خلص الباحثون إلى أن نتائج الدراسة تشير إلى « أن المناطق المدارية و المعتدلة يجب أن تتحضر لانتشار الوباء بشكل واسع و أن حرارة الصيف لن تحتوي انتشار الإصابات ».
و إلى ذلك تؤكد منظمة الصحة العالمية أنه لا توجد حاليا أدوية مرخصة لعلاج مرض كوفيد-19 أو الوقاية منه، مضيفة أن العديد من الأدوية قيد التجارب حالياً، فلا يوجد حاليا أي دليل على أن هيدروكسي كلوروكين أو أي دواء آخر من شأنه معالجة كوفيد-19 أو الوقاية منه.
و في هذا الخصوص قالت منظمة الصحة العالمية يوم أمس إنها علقت « مؤقتا » التجارب السريرية لعقار هيدروكسي كلوروكين و ذلك في إجراء وقائي، بعد أن أكدت دراسة نشرت الجمعة الماضية في مجلة « ذي لانسيت » الطبية، أن اللجوء إلى الكلوروكين أو مشتقاته مثل هيدروكسي كلوروكين للتصدي لفيروس كورونا ليس فاعلا و قد يكون ضارا.
و كشفت الدراسة التي نشرتها « ذي لانسيت » أن لا الكلوروكين و لا هيدروكسي كلوروكين أثبتا فاعلية ضد كوفيد-19 لدى المرضى في المستشفيات، حتى أن هذه المركبات تزيد من خطر الوفاة و من عدم انتظام ضربات القلب.
و بدأت منظمة الصحة قبل أكثر من شهرين تجارب سريرية تشمل خصوصا عقار هيدروكسي كلوروكين، (دواء الملاريا، الذي قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يتناوله)، بهدف التوصل إلى علاج فاعل لمرض (كوفيد-19).
Poster un Commentaire