استطلاع : نسبة « غير المتدينين » تضاعفت أربع مرات في المغرب
استطلاع : نسبة « غير المتدينين » تضاعفت أربع مرات في المغرب
كشفت نتائج استطلاع أجرته شبكة البارومتر العربي البحثية المستقلة في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لصالح شبكة « بي بي سي البريطانية » ارتفاع نسبة غير المتدينين في الوطن العربي.
وأظهر الاستطلاع، الذي شارك فيه أكثر من 25 ألفا من سكان عشر دول إضافة إلى الأراضي الفلسطينية في أواخر عام 2018 وربيع عام 2019، أن نسبة الذين يصفون أنفسهم بأنهم « غير متدينين » في المغرب تضاعفت أربع مرات منذ سنة 2013.
وأشارت معطيات الاستطلاع إلى أنه منذ سنة 2013 ارتفعت نسبة الذين يصفون أنفسهم بأنهم « غير متدينين » من 8 في المائة إلى 13 في المائة، مضيفة أن ثلث التونسيين وربع الليبيين يصفون أنفسهم غير متدينين، بينما تضاعفت هذه النسبة في مصر، في حين انخفضت في اليمن نسبة « غير المتدينين » من 12 في المائة في عام 2013 قبيل اندلاع الحرب في البلاد إلى 5 في المائة في عام 2019.
وحسب الاستطلاع فإن نسبة الزيادة الكبرى في « غير المتدينين » سجلت في الفئة العمرية ممن هم دون الثلاثين سنة حيث وصلت إلى 18 في المائة .
تزايد الرغبين في الهجرة
أفادت نتائج الاستطلاع أن شخصا واحدا من كل خمسة مشاركين في الاستطلاع في جميع المناطق التي أجري فيها، عبر عن رغبته في الهجرة، ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى العامل الاقتصادي بالأساس.
وأشارت معطيات الاستطلاع إلى أن عدد الأشخاص الذين يفكرون في الهجرة في ست من المناطق التي شملها الاستطلاع تزايد بشكل أكبر مما كان عليه في عام 2013.
ولفت الاستطلاع إلى المغرب والأردن من بين الدول التي يرغب سكانها في الهجرة بنسبة تفوق أربعين في المائة، مشيرا إلى أن الأردن شهد أكبر زيادة في هذا المجال، إذ ارتفعت نسبة الراغبين في الهجرة هناك من الربع في عام 2013 إلى النصف تقريبا اليوم، بينما يرغب نصف السكان في السودان في الهجرة، في حين شهدت كل من لبنان واليمن اكبر انخفاض في عدد الراغبين في الهجرة.
وفيما يتعلق بوجهة الراغبين في الهجرة أظهرت نتائج الاستطلاع، انخفاض نسبة ممن يختارون أوروبا وجهة لهم من 51 في المائة في عام 2016 إلى 42 في المائة سنة 2019. مما يظهر أن القارة العجوز بدأت تفقد بريقها في الآونة الأخيرة من قبل الراغبين في الهجرة.
وقالت نتائج الاستطلاع إن نسبة الذين يفكرون في الهجرة إلى أمريكا الشمالية ارتفعت من 23 في المائة إلى 27 في المائة، بينما انخفضت نسبة الذين يرغبون في الهجرة إلى دول الخليج انخفاضا طفيفا لتبلغ 20 في المائة. فيما تجاوزت نسبة الراغبين في الهجرة إلى باقي دول المنطقة باستثناء الخليج، الضعف لتسجل 11 في المائة.
المرأة في منصب القرار
أوضحت نتائج الاستطلاع أن معظم الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع في عموم منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يدعمون حق المرأة في أن تصبح رئيسة للحكومة أو رئيسة للجمهورية في بلد إسلامي.
وأظهر الاستطلاع أن ثلاثة أرباع المشاركين في لبنان قالوا إنه ينبغي أن تتمتع المرأة بهذا الحق، فيما قال أقل من نصف الجزائرين المشاركين في الاستطلاع إنهم يؤيدون حق المرأة في أن تصبح رئيسة للدولة.
وحسب نتائج الاستطلاع فإن الأمر يختلف عندما يتعلق بتوازنات القوى في الحياة اليومية، حيث يعتقد معظم المشاركين، بما في ذلك غالبية النسوة، أنه ينبغي للزوج أن يكون له القول الفصل في القرارات الأسرية.
وفي هذا الصدد كشف الاستطلاع أن المغرب هو البلد الوحيد في المنطقة الذي يرى أقل من نصف سكانه أنه من حق الزوج أن يكون له القول الفصل في المنزل.
تقبل المثلية
كشفت نتائج الاستطلاع تباينا في درجة تقبل المثلية الجنسية في البلدان العربية المختلفة، بيد أنها منخفضة أو منخفضة جدا في عموم المنطقة.
وأبانت النتائج أن من شملهم الاستطلاع من فلسطينيي الضفة الغربية، قال 5 في المائة منهم فقط إنه من المقبول أن يكون المرء مثليا، و في لبنان، المعروف بأنه أكثر تحررا من الناحية الاجتماعية من غيره، لا يتقبل المثلية الجنسية في هذا البلد سوى 6 في المائة من السكان.
وتبقى الإشارة إلى أن اللاستطلاع أجراه أكاديميون يعملون لحساب البارومتر العربي، شبكة البحوث التابعة لجامعة برينستون والتي تعمل بالتعاون مع جامعات ومؤسسات بحثية محلية في المنطقة.
وشمل الاستطلاع آراء 25,407 أشخاص وجها لوجه في 10 دول عربية إضافة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتم اختيار المشاركين في الاستطلاع عشوائيا باستخدام أساليب وسياقات علمية رصينة تضمن تمثيلهم لمجتمعاتهم، كما أن معظم الأسئلة التي طرحت على المشاركين أسئلة ذات خيارات متعددة، بالإضافة كذاك إلى أسئلة مفتوحة أيضا.
ويعد استطلاع 2018-2019 هذا الأكبر الذي يجرى في المنطقة على الإطلاق قياسا بعدد المشاركين وعدد الدول التي شملها، كما يعد الأعمق من ناحية شمولية الأسئلة التي طرحت على المشاركين. ويجري البارومتر العربي استطلاعات مثل هذه في المنطقة العربية منذ عام 2006.
Poster un Commentaire