المملكة تشرع في إنجاز أكبر محطة لتحلية مياه البحر على المستوى القاري
المملكة تشرع في إنجاز أكبر محطة لتحلية مياه البحر على المستوى القاري
أكد وزير التجهيز و النقل و اللوجستيك و الماء، عبد القادر اعمارة، أنه مع نهاية 2020 ستصل القدرة التخزينية للمياه في المغرب إلى 19 مليار متر مكعب، فيما ستبلغ سنة 2021 ما مجموعه 20 مليار متر مكعب عبر 148 سدا كبيرا، مضيفا أن التوجه في المستقبل هو بلوغ 32 مليار متر مكعب.
و أشار الوزير، أمس بمجلس المستشارين، خلال جوابه عن سؤال لفريق العدالة و التنمية حول « أهمية السدود لتأمين تزويد المملكة بالماء »، إلى إشكالية الجفاف في المغرب، و الذي يقوم على سنوات جافة قد تطول و سنوات ممطرة قد تكون قصيرة.
و في هذا الصدد اعتبر اعمارة أنه عندما تكون الطاقة التخزينية متوفرة فإن ذلك يمكن من تجاوز بعض السنوات الجافة، لافتا إلى أنه لم يعد هناك مناص من تحلية مياه البحر.
و اعتبر المسؤول الحكومي أن محطة تحلية مياه البحر بمدينة الدار البيضاء، لم تكن متوقعة منذ سنوات، لافتا إلى أن القدرة الاستيعابية للمحطة تبلغ ما مجموعه 300 مليون متر مكعب، و ذلك بمعدل 840 ألف متر مكعب يوميا. مشيرا إلى أن هذه المحطة تعد الأكبر على مستوى المملكة و كذا على المستوى القاري.
و كان اعمارة كشف، يوم الثلاثاء 10 نونبر 2020، خلال مداخلته بمجلس المستشارين، عن الشروع في الخطوات الإجرائية لإنجاز أكبر محطة، على المستوى القاري، لتحلية مياه البحر بمدينة الدار البيضاء. بكلفة مالية تناهز 10 ملايير درهم.
و خلال نفس المداخلة سجل أن الحكومة حرصت خلال سنة 2020، رغم الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة « كورونا »، على تقديم إشارات قوية لتجاوز ندرة المياه في سياق شح التساقطات، من خلال إطلاق 5 سدود كبرى، مشيرا إلى أنه تم الانتهاء من بناء 6 سدود كبرى، و برمجة 5 سدود كبرى للسنة المقبلة، فيما يوجد 14 سدا قيد الإنجاز بمختلف أقاليم المملكة.
و أشار إلى انتهاء أشغال ربط المنظومة المائية بطنجة بسد خروفة، و المنظومة المائية لأكادير بسدي أولوز و المختار السوسي، و المنظومة المائية لتارجيست بالحسيمة، فضلا عن الربط المائي بين شمال مدينة الدار البيضاء و جنوبها، مبرزا أنه تم إنجاز كل هذه المشاريع، التي عرفت تأخرا لسنوات عدة، خلال السنة الجارية.
و من جهة أخرى، لفت الوزير إلى أن موسم 2019-2020 عرف ندرة في التساقطات بشكل مقلق، حيث تراوح معدل التساقطات المطرية ما بين ناقص 5 بالمائة بحوض اللوكوس، وناقص 67 بالمائة بحوض سوس-ماسة، و ناقص 50 بالمائة بحوض أبي رقراق-الشاوية، و 47 بالمائة في حوض أو الربيع، مفيدا بأن الحجم الإجمالي للواردات المائية بلغ 4,3 ملايير أمتار مكعبة، مما يشكل عجزا يقدر بـ64 بالمائة.
و أوضح أن الحكومة تملك تصورا واضحا لتجاوز إشكالية ندرة المياه من خلال مستويين، يتعلق الأول بالبرنامج الوطني 2020 – 2027 الذي أعطى الملك محمد السادس انطلاقته في يناير 2020، و هو برنامج متكامل تبلغ كلفته الإجمالية 115,4 مليار درهم، ويتعلق المستوى الثاني بالمخطط الاستراتيجي لسنة 2020-2050، بكلفة إجمالية تصل إلى أزيد 380 مليار درهم.
Poster un Commentaire