المندوبية السامية للتخطيط : المرأة القروية أكثر عرضة للفقر والهشاشة
المندوبية السامية للتخطيط : المرأة القروية أكثر عرضة للفقر والهشاشة
أفادت المندوبية السامية للتخطيط أن المرأة القروية مازالت تعاني من الفقر والهشاشة أكثر من نظيرتها في الوسط الحضري، إذ يبلغ معدل الهشاشة في صفوف النساء القرويات 19.4 في المائة في سنة 2014 مقابل 7.8 في المائة لدى النساء الحضريات و12.4 في المائة بالنسبة لمجموع النساء بالمغرب.
وسجلت المندوبية في العدد العاشر لمختصراتها الصادر يوم الجمعة 25 أكتوبر 2019 حول المرأة القروية بالمغرب ،بمناسبة تخليد اليوم العالمي للمرأة القروية الذي يحتفل به في 15 أكتوبر من كل سنة ،أنه رغم التراجع الملحوظ لظاهرة الفقر بالمغرب، إلا أنها مازالت في شكلها النقدي أكثر انتشارا في صفوف النساء القرويات مقارنة بالنساء بالوسط الحضري.
ستة ملاين ونصف امرأة قروية سنة 2019
بلغ تعداد النساء القرويات بالمغرب سنة 2019، 6 ملايين و500 ألف نسمة، أي ما يعادل 49.2 في المائة من الساكنة القروية.
وأظهرت أرقام المندوبية السامية للتخطيط أن النساء القرويات تشكلن موردا بشريا هاما للتنمية، حيث أن 59.4 في المائة منهن في سن النشاط (15-59 سنة)، في حين أن 29.6 منهن لا تتجاوز أعمارهن 15 سنة، فيما 11 في المائة تبلغ أعمارهن 60 سنة فما فوق.
وكشفت المندوبية أن عدد النساء القرويات في سن الإنجاب ( 15-49 سنة) يقدر ب 3.3 مليون نسمة، بينما يصل هذا العدد إلى 6.2 مليون بالوسط الحضري 9.5 مليون على المستوى الوطني.
ويقدر أمل الحياة عند الولادة لدى النساء القرويات في 2019 بـ 75.3 سنة مقابل 79.6 سنة بالنسبة للنساء الحضريات 78.2 سنة بالنسبة للنساء على الصعيد الوطني.
استفادة المرأة القروية من الخدمات الصحية
على مستوى الخدمات الصحية ، أكدت المندوبية السامية للتخطيط أن معدل وفيات الأمهات لا يزال مرتفعا بالوسط القروي، حيث بلغ 111.1 حالة وفاة، لكل 100 ألف ولادة حية، وهو معدل لا يتجاوز 44.6 حالة وفاة بالوسط الحضري.
وبخصوص نسبة النساء القرويات المستفيدات من علاجات قبل الولادة، بلغت حوالي 79.6 في المائة ،في حين وصلت إلى 95.6 في المائة بالنسبة للنساء بالوسط الحضري، مقابل 88,5 في المائة على الصعيد الوطني.
وأضافت المندوبية أن نسبة الولادات بالوسط القروي التي تتم بمؤسسات صحية لا تتعدى 73.3 في المائة، مقابل 96 في المائة بالوسط الحضري و86,1 في المائة على الصعيد الوطني، مشيرة إلى أن معدل استعمال وسائل منع الحمل بلغ 70,3 في المائة لدى النساء القرويات مقابل 71,1 في المائة بالنسبة للنساء بالوسط الحضري.
مشاركة المرأة القروية في الحياة الاقتصادية.
على صعيد أخر سجلت المندوبية السامية للتخطيط أنه على الرغم من كون مؤشرات التشغيل لدى الإناث أفضل نسبيا بالوسط القروي مما هي عليه بالوسط الحضري، فإن الأنشطة التي تزاولها المرأة القروية لا تساهم بشكل كاف في تحسين وضعها الاعتباري.
ولفتت المندوبية إلى أنه في سنة 2017 ، بلغ معدل النشاط لدى النساء القرويات 29.6 في المائة مقابل 18.4 في المائة لدى النساء بالوسط الحضري 22.4 في المائة لدى النساء على الصعيد الوطني.
وأبرزت مندوبية الحليمي أن معدل الشغل بلغ 28.7 في المائة مسجلا مستوى أعلى بكثير مما هو عليه لدى النساء بالوسط الحضري ( 13.8 في المائة ) و19.2 لدى النساء على المستوى الوطني، مشيرة إلى أن معدل البطالة بلغ في صفوف النساء القرويات 3.1 في المائة ،في حين وصل إلى 25 في المائة بالنسبة للنساء بالوسط الحضري و14 في المائة لدى النساء على الصعيد الوطني.
واعتبر ذات المصدر أنه حسب فروع النشاط الاقتصادي، تسجل نسبة الإناث ضمن الناشيطين المشتغلين بالعالم القروي أعلى مستوى لها في قطاعي « الفلاحة والغابات والصيد البحري والصناعة التقليدية »، حيث تصل إلى 35.4 في المائة و22 في المائة على التوالي.
ولفتت المندوبية إلى أن ضعف تثمين نشاط المرأة بالوسط القروي يمكن تفسيره بمجموعة من العوامل، من بينها كون الأغلبية الساحقة للنساء القرويات المشتغلات يزاولن أنشطتهن في المجال الفالحي (93.6 في المائة ) مع العلم أن 90 في المائة منهن لا يتوفرن على أي شهادة، في حين أن 70.4 في المائة من النساء المشتغلات بالوسط الحضري يعملن بقطاع الخدمات.
ولوج الفتاة القروية للتمدرس
بخصوص الولوج للتمدرس ،سجلت المندوبية أنه على الرغم من التقدم الذي أحرزته الفتاة القروية في مجال التمدرس بالمستوى الابتدائي، فإن ولوجها إلى باقي مستويات التعليم مازال محدودا، حيث بلغ المعدل الصافي للتمدرس الذي سجلته بالسلك الابتدائي 101.55 في المائة خلال 2017-2018 ،مقابل 96.2 في المائة لدى الفتيات بالوسط الحضري 98.5 في لمائة بالنسبة للفتيات على المستوى الوطني 102.54 في المائة بالنسبة للذكور بالوسط القروي.
وفيما يتعلق بمعدل التحاقهن بالتعليم الأولي خلال نفس السنة فإنه لم يتجاوز 25.4 في المائة مقابل 53.9 في المائة بالنسبة للفتيات بالوسط الحضري، و41.6 في المائة لدى الفتيات على الصعيد الوطني، 40.5 في المائة بالنسبة للذكور في الوسط القروي.
وحسب أرقام المندوبية فإن المعدل الصافي لتمدرس الفتيات القرويات في مستوى السلك الإعدادي، بلغ 39.73 في المائة مقابل 80.15 في المائة عند الفتيات الحضريات، و 62.62 في المائة لدى الفتيات على الصعيد الوطني،و 40.46 في المائة بالنسبة للذكور في الوسط القروي. أما بالنسبة للسلك الثانوي التأهيلي، بلغ هذا المعدل 12.48 في المائة مقابل 57.39 في المائة لدى الفتيات الحضريات،و 38.1 في المائة لدى الفتيات على المستوى الوطني و19 في المائة بالنسبة للذكور بالوسط القروي.
ويعزى ضعف هذه المؤشرات، وفق المندوبية من ضمن عوامل أخرى، إلى ارتفاع معدل الهدر المدرسي للفتيات القرويات وخاصة على مستوى السلك الإعدادي.
وأشار المصدر نفسه إلى أن معدل الهدر المدرسي وصل إلى 6.9 في المائة بالتعليم الابتدائي مقابل 4.7 في المائة بالنسبة للفتيات بالوسط الحضري 1.7 في المائة على المستوى الوطني 5.4 في المائة بالنسبة للذكور بالوسط القروي، غير أنه يرتفع إلى 16.8 في المائة بالسلك الإعدادي، حيث يضاعف أربع مرات نظيره المسجل لدى الإناث بالوسط الحضري (4.8 في المائة ) ومرتين بالنسبة للإناث على المستوى الوطني ( 8 في المائة )
وفيما يتعلق بمعدل الأمية، فقد بلغ سنة 2014 حوالي 60 في المائة لدى النساء القرويات مقابل 31 في المائة بالنسبة للنساء بالوسط الحضري.
Poster un Commentaire