تحسن متواصل للحالة الوبائية في المغرب وترقب لتخفيف الإجراءات الاحترازية
تحسن متواصل للحالة الوبائية في المغرب وترقب لتخفيف الإجراءات الاحترازية
شهدت المؤشرات الوبائية المرتبطة بفيروس كورونا في المغرب تحسنا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة، حيث أكد منسق المركز الوطني لعمليات طوارئ الصحة العامة بوزارة الصحة، معاذ لمرابط، أن الموجة الحالية المتعلقة بمتحور « دلتا » باشرت منحى تنازليا منذ خمسة أسابيع.
وأشار لمرابط، في منشور قصير نشره على حسابه الخاص بموقع » لينكيد إلى أن » الحالة الوبائية بالمملكة ماضية في التحسن، والخروج من الموجة الثالثة جار، هذا ما أكده منسق المركز الوطني لعمليات طوارئ الصحة العامة بوزارة الصحة، معاذ لمرابط، معتبرا أن هناك تراجعا في عدد الإصابات والحالات الخطرة والوفيات.
وأضاف أن « هذا التحسن من المنتظر أن يستمر خلال الأسبوع المقبل، ما لم يحدث تحول مفاجئ »، مردفا أن « المغرب يمر من المستوى الأحمر إلى المستوى البرتقالي ».
وبالموازاة مع ذلك تمضي المملكة بخطى ثابتة نحو تحقيق المناعة الجماعية ضد الفيروس في ظل نجاح المغرب في تلقيح حوالي 70 في المائة من سكانه بالجرعة الأولى لحد الآن، حيث كشف المكتب الإقليمي التابع لمنظمة الصحة العالمية بإفريقيا أن المغرب أصبح من بين بلدان القارة التي حققت الهدف العالمي للتلقيح، في وقت قال اختصاصيون إن المغرب على أعتاب الوصول إلى المناعة الجماعية، التي حددتها الاستراتيجية الوطنية للتلقيح في تطعيم 80 في المائة من المواطنين والمقيمين، وفق تقارير إعلامية.
وفي ظل هذه المؤشرات الوبائية الإيجابية يسود ترقب كبير الشارع المغربي بشأن تخفيف القيود المفروضة المتعلقة بفيروس كورونا، على مجموعة من القطاعات.
حان الوقت لتخفيف القيود المفروضة
وفي هذا الشأن اعتبر البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، عضو اللجنة العلمية، أنه حان الوقت لتخفيف من القيود المفروضة، مضيفا أنه لا يفهم سبب عدم رفع أو تخفيف القيود عن مجموعة من القطاعات، مشيرا إلى أنه بات واضحا أن الأغلبية قد تلقحت و تريد العودة إلى حياة شبه طبيعية.
ودعا الإبراهيمي في تدوينة له على موقع فيسبوك إلى الجرأة في العودة إلى حياة شبه عادية تدريجيا، معبرا عن تبنيه علنيا مطلب تخفيف القيود، وفتح المساجد لصلاتي الفجر، والعشاء، ومطالب أصحاب الحمامات، والقاعات الرياضية، والملاعب الرياضية بأعداد معقولة .
واعتبر الإبراهيمي أن تجاوز 60 في المائة من الملقحين، الذين تتجاوز أعمارهم 12 سنة، ما يمثل 20 في المائة من الساكنة، وقريبا 70 قي المائة، يظهر أن الأغلبية قد تلقحت، وتريد العودة إلى حياة شبه طبيعية، في وقت تبحث فيه جل القطاعات، منذ مدة عن “طرف ديال الخبز بكرامة”، مؤكدا أن الصحة، والاقتصاد وجهان لعملة واحدة اسمها الكرامة الإنسانية، داعيا إلى التخفيف من الحجر الليلي للتقليل من الضغط النفسي.
واستغرب الإبراهيمي التأخر في الإعلان عن إجراءات التخفيف، وتساءل: “هل ننتظر وصول موجة أخرى لفعل ذلك، أو حتى تتدهور الحالة الوبائية، أو تظهر سلالة جديدة”.
خارطة طريق للتخفيف من الإجراءات التقييدية
وفي هذا الصدد استعرض الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي خارطة طريق للتخفيف من الإجراءات التقييدية لمواجهة تفشي فيروس كورونا بالمغرب، مشددا في هذا الصدد على مركزية التلقيح واللجوء لاستعمال جواز اللقاح في الأنشطة والأماكن العامة التي تستقطب الجمهور.
وأوضح حمضي في مقال له، أنه من الممكن التخفيف من بعض الإجراءات التقييدية بل ازالة بعضها تماما خلال الأيام والأسابيع القليلة القادمة تحت شروط معينة، أهمها السيطرة على الوضع الوبائي، واحترام التدابير الاحترازية، تسريع عملية التلقيح، واستعمال جواز اللقاح في الأنشطة والأماكن العامة، ويقظة المواطنين والسلطات الصحية تجاه تطور الوباء على المستوى الوطني والعالمي لكشف أي انتكاسة أو ظهور لمتحورات جديدة.
واستحضر الخبير عددا من المعطيات بخصوص الحالة الوبائية بالمملكة « الماضية في التحسن »، والخروج من الموجة الثالثة جار، مشيرا إلى أن هناك تراجعا في عدد الإصابات والحالات الخطرة والوفيات، انخفاضا في معدل ملء أقسام الإنعاش المخصصة لكوفيد -19 من أكثر من النصف إلى الربع، وكذا انخفاضا في معدل إيجابية التحاليل من أزيد من 25 في المائة إلى أقل من 10 في المائة.
وأشار حمضي أيضا إلى أن المملكة تشارف على تغطية 60 من الساكنة بالجرعة الأولى من اللقاح و50 في المائة بالجرعتين معا، كما أن هناك إقبالا مهما على تلقيح التلاميذ من 12 الى 17 سنة، حيث أخذ أكثر من ثلث الفئة المستهدفة الجرعة الاولى في ظرف أسبوعين، والعملية متواصلة.
واعتبر أن هذه المعطيات « مهمة ومشجعة ومطمئنة » لكنها لا تسمح للمملكة بالرفع الكلي للإجراءات الترابية والحاجزية، ولكنها تسمح بالتخفيف منها بشكل كبير كمرحلة أولية قبل إلغاء عدد منها لاحقا.
وحسب الخبير، فإن الوضعية المتحسنة وبائيا والناجحة على مستوى التلقيح بالمملكة تسمح بإعطاء الجرعة الثالثة للملقحين ممن تفوق أعمارهم 65 سنة، والمصابين بالأمراض المزمنة ومهنيي الصحة، والاستمرار في الإجراءات الاحترازية الفردية من تباعد وارتداء كمامات وغيرها في الفضاءات المغلقة والمفتوحة.
وقال إنه من الممكن أيضا الاستغناء عن الإجراءات الاحترازية الفردية داخل الفضاءات العامة متى ما وصلت نسبة التغطية باللقاح 80 في المائة من الساكنة واستقرار الوضع الوبائي. مع الاستمرار في الالتزام بها داخل المحلات المغلقة.
Poster un Commentaire