logo-mini

دراسة : اعتماد التوقيت الصيفي طيلة السنة لا يؤثر على صحة المواطنين

Partager

دراسة : اعتماد التوقيت الصيفي طيلة السنة لا يؤثر على صحة المواطنين

أفرجت وزارة إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية  يوم الجمعة 14 يونيو 2019 عن التقرير التركيبي للدراسة التقييمية لآثار اعتماد نظام التوقيت الصيفي، وذلك بعد مرور تسعة أشهر على اقرار هذا التوقيت طيلة أشهر السنة.

وهمت الدراسة تقييم تجربة الاستمرار في اعتماد التوقيت الصيفي على مدار السنة، تقييم الفترة الشتوية الممتدة من أكتوبر 2018 إلى غاية مارس 2019،  وشملت  الجانبين الكمي والكيفي، مستندة على أربعة محاور أساسية ويتعلق الأمر بالآثار الاجتماعية والآثار على قطاع التعليم وكذا الآثار الطاقية والبيئية ثم الآثار الاقتصادية.

ولفتت الدراسة إلى أنه تمت استشارة أكثر من 20 جهة متدخلة، فضلا عن استجواب أزيد من 40 مسؤولا في إطار هذه المرحلة من التقييم، مشيرة إلى وجود حصيلة إيجابية عموما بخصوص اعتماد التوقيت الصيفي خلال الفترة الشتوية، معتبرة أن اعتماد التوقيت الصيفي طيلة أشهر السنة لا يؤثر على صحة المواطنين، لافتة إلى أن الحد من تغيير الساعة خلال السنة يعد أمرا إيجابيا و أن بعض فئات المواطنين يجدون صعوبة أكبر للتكيف مع تغيير الساعة خاصة الاطفال والأشخاص المسنين.

وعددت الدراسة مزايا اعتماد التوقيت الصيفي خلال الفترة، مسجلة اقتصادا إضافيا في الطاقة خلال الفترة الشتوية يقدر 37.6 جيغاواط/ ساعة، كما أشارت إلى اقتصاد في استهلاك المحروقات مع تحقيق ربح مالي خلال الفترة الشتوية بلغ 33.9 مليون درهم، علاوة على خفض  انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون خلال الفترة الشتوية بكمية بلغت 444 11 طنا.

ومن ضمن مزايا اعتماد التوقيت الصيفي خلال الفترة الشتوية حسب الدراسة، استئناف الدروس بالمؤسسات التعليمية مع استقرار أداء المدرسي للتلاميذ وكذا التخفيف من الآثار الصحية السلبية بفضل استقرار التوقيت والعدول عن تغيير الساعة.

وهمت ايجابيات اقرار الساعة الإضافية أيضا المجال الاقتصادي حيث أكدت الدراسة تحقيق إيجابيات اقتصادية معبر عنها من خلال بعض المؤشرات الماكرو اقتصادية، سيما ارتفاع الطلب الداخلي، وانتعاش نشاط بعض القطاعات، بالإضافة على إلغاء فارق التوقيت مع الشركاء الاقتصاديين الرئيسيين خلال الفترة الشتوية.

آثار التوقيت الصيفي على الصحة

وعلى مستوى الآثار الصحية لاعتماد نظام التوقيت الصيفي خلال الفترة الشتوية كشفت الدراسة، أن الحد من تغيير الساعة خلال السنة يعد أمرا إيجابيا، مشيرة إلى  أن  الحد من اضطراب الساعة البيولوجية بفضل العدول عن تغيير الساعة واعتماد التوقيت الصيفي ، معتبرة أن بعض فئات المواطنين صعوبة أكبر للتكيف مع تغيير الساعة خاصة الاطفال والأشخاص المسنين.

وأشارت الدراسة إلى أنه باستثناء الأثر السلبي الذي يحدث خلال الأيام الأولى التي تلي تغيير الساعة، « قبل اعتماد التوقيت الصيفي بشكل مستمر كان يتم تغيير الساعة أربع مرات في السنة »، لا يتأثر  أداء جسم الإنسان بإضافة أو حذف ساعة من التوقيت، حيث يتمكن جسم الإنسان حسب الدراسة من التكيف خلال تعاقب الفصول رغم اختلافها.

أثار اعتماد التوقيت الصيفي على قطاع التعليم

وشملت الدراسة خلال تقييمها لاعتماد الساعة الإضافة خلال الفترة الشتوية على قطاع التعليم، 6 مؤسسات تعليمية مع الأخذ بعين الاعتبار بعض عوامل الاختلاف بالوسط الحضري وشبه الحضري والقروي فضلا عن سهولة الوصول إلى وسائل النقل وغيرها.

ويشير التحليل الكمي للدراسة إلى الحفاظ على مستوى أداء وانضباط التلاميذ والمدرسين خلال الفترة الشتوية.

وأبانت الدراسة عن وجود ارتباط ضعيف بين التوقيت المعتمد والأداء المدرسي، لافتة إلى أنه في بعض الحالات سجل تحسن أكثر من نصف معدلات المراقبة المستمرة التي تمت دراستها.

وأضافت أن المقارنة الشاملة بين معدلات التغيب للسنة الدراسية الحالية ومعدلات السنوات السابقة لم تكشف عن أي اختلاف غير عادي، مشيرة إلى أن الزيادة في معدل التغيب لبعض التلاميذ خلال الأسابيع الأولى التي تلت قرار الاحتفاظ بالتوقيت الصيفي، تعزى إلى مشاركتهم في المظاهرات التيتم تنظيمها احتجاجا على تطبيق هذا التوقيت.

 وأفادت الدراسة بأن المدرسين والمدراء الذين تمت استشارتهم أكدوا  أن حالات التأخر التي سجلت ترجع بالأساس إلى عوامل مرتبطة بالمسافة التي تفصل التلاميذ عن المدرسة، وتوفر وسائل النقل والظروف العائلية.

الآثار الاقتصادية لاعتماد التوقيت الصيفي

أكدت الدراسة أن اعتماد التوقيت الصيفي خلال الفترة الشتوية لا يؤثر على القيمة المضافة قطاعيا أو على التجارة الخارجية، مشيرة إلى أنه يؤثر إيجابا على نشاط بعض القطاعات الحساسة للتوقيت وعلى الطلب الداخلي.

وأوضحت الدراسة ضعف الارتباط بين القيمة المضافة القطاعية واعتماد التوقيت الصيفي، نظرا لتقليص الفارق الزمني مع الشركاء التجاريين الرئيسيين، مشيرة إلى أن اعتماد التوقيت الصيفي أثر ايجابيا على قطاع ترحيل الخدمات عن بعد.

الدراسة لفتت إلى أن الأطراف المعنية بالتجارة الخارجية أكدت عدم ارتباط أنشطتها بالتوقيت المعتمد، نظرا لاعتماد نظام المداومة واستمراريتها على مدار  24/24 ساعة.

وأضافت الدراسة أن توفير ساعة مشمسة إضافية يستغلها المواطنون خلال الوقت الثالث، مما أثر إيجابا على الطلب الداخلي.، مشيرة إلى ارتفاع هذا الطلب بنسبة تقدر ب 2 في المائة خلال الربع الأخير من سنة 2018 وهو ما ساهم في نمو الاقتصاد الوطني 2.2 نقطة.

الآثار الطاقية والبيئية لاعتماد التوقيت الصيفي

وأفادت الدراسة بان الآثار الطاقية والبيئية المسجلة خلال الفترة الشتوية تجعل من سيناريو التوقيت الصيفي طيلة السنة الأكثر إفادة على المستويين الطاقي والبيئي (تم خفض ذروة الطلب على الطاقة بـ110 ميغاواط، وسجل الاقتصاد في استهلاك الطاقة نسبة 0.3 في المائة من الاستهلاك الوطني السنوي).

أثار اعتماد التوقيت الصيفي على مواقيت العمل

كشفت الدراسة أن الحد من تغيير الساعة له أثر إيجابي على إنتاجية الأشخاص النشطين. مضيفة أنه بشكل عام لم يتم تغيير أوقات العمل بالقطاعين العام والخاص، لكن تم اعتماد نظام المرونة بالنسبة إلى مواقيت عمل الموظفين والمستخدمين.

وإلى ذلك لفتت  الدراسة إلى أنه في ظل غياب معطيات ميدانية حول ساعات عمل الموظفين، نظرا لعدم تعميم أنظمة ضبط الحضور على مستوى المكاتب الأمامية للإدارات التي تقدم خدمات للمرتفقين، يصعب تقييم آثار اعتماد التوقيت الصيفي على تقديم الخدمات العمومية.

أثار اعتماد التوقيت الصيفي على الأمن

 وبخصوص الجانب الأمني أكدت الدراسة  عدم تأثر الجانب الأمني بتغيير التوقيت، وذلك بفضل اشتغال الجهاز الأمني بنظام المداومة، بغض النظر عن التوقيت المعتمد لأن المصالح الأمنية تعمل بشكل مستمر سبعة أيام في الأسبوع وعلى مدار الساعة.

آثار اعتماد التوقيت الصيفي على النقل العمومي والإنارة العمومية

 وفي ما يتعلق بمجال النقل العمومي،أوضحت الدراسة  أن  العدول عن تغيير الساعة واعتماد توقيت مستمر يعد أمرا ايجابيا لعمل شركات النقل وينعكس ايجابيا على جودة الخدمة المقدمة للمواطنين.

وارتباطا دائما بآثار اعتماد التوقيت الصيفي خلال الفترة الشتوية على قطاع النقل العمومي كشفت الدراسة أنه بخصوص النقل الحضري تعتبر الجهات الفاعلة في هذا النوع من النقل أقل تأثرا بتغيير الساعة وتتمكن من التكيف باستمرار مع التوقيت المعتمد.

وبالنسبة للنقل السككي قالت الدراسة إن عمل المكتب الوطني للسكك الحديدية  لا يتأثر إلا في حالة حدوث تغيير غير متوقع للساعة وعدم الابلاغ عنه في الوقت المناسب.

وبخصوص النقل الجوي أفادت الدراسة  أنه أيضا لم يتأثر معتبرة أن شركات الطيران لا تتأثر إلا في حالة حدوث تغيير غير متوقع للساعة وعدم الابلاغ عنه في الوقت المناسب.

قطاع الانارة العمومية لا يتأثر بدوره حسب الدراسة من اعتماد التوقيت الصيفي خلال الفترة الشتوية، معتبرة أن تشغيل الانارة العمومية يتم أوتوماتيكيا وفقا لمستوى الاضاءة الطبيعية بصرف النظر عن التوقيت المعتمد. لافتة إلى ضرورة تعميم تقنية التشغيل الأوتوماتيكي للإنارة العمومية وكذا ضرورة تعزيز الإنارة العمومية بالوسط القروي.

أهم التدابير المصاحبة

إلى ذلك أوصت الدراسة بجملة من التدابير التي يجب اتخاذها ومن ضمنها  التشاور مع الجهات المعنية بشأن تنفيذ التدابير المصاحبة  و توضيح مفهوم مرونة أوقات العمل بالقطاع العمومي فضلا عن التتبع الدوري لأثر اعتماد التوقيت الصيفي خلال الخمس سنوات القادمة وكذا اعتماد مواقيت مدرسية ثابتة طيلة السنة الدراسية بالإضافة إلى  إعداد جداول زمنية تأخذ بعين الاعتبار جميع الصيغ الموجودة وكذلك  السهر على احترام الغلاف الزمني الإلزامي بالنسبة لجميع الأسلاك التعليمية التعليم التواصل علاوة على التواصل حول التوقيت المعتمد و التطورات التي يمكن أن تطرأ عليه بصفة استباقية وأيضا التواصل حول آثار التوقيت الصيفي و التدابير المصاحبة له فضلا عن التواصل الفعال حول التوقيت المعتمد لدى جميع مستغلي قطاع النقل و شركات الاتصالات


Poster un Commentaire

13 − 11 =

Ce site utilise Akismet pour réduire les indésirables. En savoir plus sur comment les données de vos commentaires sont utilisées.