زهيرة بادي : قصة طموح تلميذة من المغرب العميق قادها إصرارها إلى لوج كلية الطب بباريس
زهيرة بادي : قصة طموح تلميذة من المغرب العميق قادها إصرارها إلى لوج كلية الطب بباريس
لا مستحيل في الحياة، ذلك عنوان قصة تلميذة مغربية تنحدر من جبال الأطلس بالمغرب العميق، سعت وراء حلمها بكل طموح و إصرار متحدية المحن و الصعاب، في سبيل متابعة دراستها و أن تصير يوما ما طبيبة لتنقذ حياة الفقراء.
بطلة هذه القصة الملهمة، هي زهيرة بادي الفتاة القروية المتحدرة من دوار تنغرين التابع لجماعة اسني اقليم الحوز، التي كانت تقطع 22 كيلومترا للوصول إلى المدرسة وسط مسالك وعرة و طقس بارد بجبال الأطلس سعيا وراء التحصيل العلمي و المضي قدما نحو تحقيق حلمها بولوج مهنة الطب و هو ما يتجسد اليوم على أرض الواقع بولوجها كلية الطب بباريس.
و بالعودة إلى الخطوات الأولى التي قطعتها زهيرة بادي في مسار إلتحاقها بكلية الطب بباريس، فقد عبرت زهيرة قبل نحو سبع سنوات خلال مشاركتها في فيلم وثائقي تحت عنوان « في الطريق إلى المدرسة »، عن حلمها في أن تتابع دراستها و تصبح طبيبة.
و يحكي هذا الفيلم الوثائقي الذي بثته القناة التلفزية التربوية الفرنسية (الخامسة)، معاناة و مآسي أربعة الأطفال من أجل التعلم، من بينهم الطفلة زهيرة البالغة من العمر 12 سنة آنذاك، القاطنة بجبال الأطلس، و التي كانت تواجه مشاكل جمة في مسار التعلم، من قبيل قساوة المناخ و المسالك الوعرة و انعدام البنية التحتية الضرورية و المسالك الطرقية التي تحميها من المخاطر علاوة على ضعف المؤونة الغذائية، فضلا عن بعد المدارس عن المنزل.
تشبثت الفتاة المغربية الطموحة بحلمها الذي تحول في ما بعد إلى هدف و للوصول إليه حددت خطواتها بدقة، حيث حصلت زهيرة على البكالوريا سنة 2017، ثم تمكنت بعد ذلك بفضل مساعدة جمعية « ريم »، من الالتحاق بكلية الطب بباريس، لتضع بذلك كلتا قدميها في مسار تحقيق حلمها بأن تكون طبيبة نساء، على أمل انقاذ حياة النساء الحوامل بالجبال ومداواة جراح الفقراء و المحتاجين.
في رسالة خطتها بأناملها و وجهتها إلى كافة الفتيات القرويات بالمملكة ونشرتها الجمعية على موقعها، تقول زهيرة : « لا يوجد هناك شيء مستحيل، تستطعن الوصول إلى جميع أحلامكن، لكن في المقابل لابد أن تملكن إرادة قوية و تعملن عليها، و عليكن بمساعدة بعضكن البعض، فالإنسانية شيء جميل بل رائع ».
و تابعت زهيرة قائلة : « أريد فقط أن أقول لكن أن لديكن فرصة رائعة لإتمام دراستكن، و يجب عليكن أن تكن واعيات بذلك، لأنك تعرفن جيدا أن هناك الكثير من الفتيات اللواتي يحلمن بمثل هذه الفرصة ».
و حثت زهيرة بادي الفتيات القرويات على أن يفعلن ما بوسعهن لكي يصرن مثقفات و تصبح لهن دراية بكل شيء، مضيفة » لأننا نحن من يستطيع تغيير مجتمعنا ونحن أمل المغرب في مستقبل أفضل، و بإمكاننا أن نغير العالم ».
Poster un Commentaire