logo-mini
هدوء حذر في بيروت بعد اشتباكات عنيفة وتبادل للاتهامات بين حزب الله والقوات اللبنانية

هدوء حذر في بيروت بعد اشتباكات عنيفة وتبادل للاتهامات بين حزب الله والقوات اللبنانية

Partager

هدوء حذر في بيروت بعد اشتباكات عنيفة وتبادل للاتهامات بين حزب الله والقوات اللبنانية

يبدو أن هدوء حذرا عاد ليخيم  صباح اليوم على العاصمة اللبنانية بيروت، عقب اشتباكات عنيفة خلفت أمس، ستة قتلى وعشرات الجرجى، كما ألحقت أضراراً كبيرة في المباني المجاورة، وسط تبادل للاتهامات بين حزب الله والقوات البنانية بشأن الضلوع في هذه الأحداث.

وتلملم بيروت جراحها اليوم، غداة اشتباكات دامية على وقع توتر سياسي مرتبط بمسار التحقيق في انفجار المرفأ، بينما يتهيأ حزب الله وحليفته حركة أمل لتشييع ستة قتلى، غالبيتهم من عناصرهما، سقطوا خلال المواجهات في منطقة شكلت خط تماس خلال سنوات الحرب الأهلية الأليمة.

وتحولت منطقة الطيونة، على بعد عشرات الأمتار من قصر العدل، حيث مكتب المحقق العدلي طارق بيطار، الى ساحة حرب شهدت اطلاق رصاص كثيف وقذائف ثقيلة وانتشار قناصة على أسطح ابنية، رغم تواجد وحدات الجيش وتنفيذها انتشارا سريعاً في المنطقة، التي تعد من خطوط التماس السابقة خلال الحرب الأهلية (1975-1990).

وتعد أحداث يوم أمس، واحدة من أعنف المواجهات الأمنية منذ سنوات في تصعيد خطير يُنذر بإدخال البلاد في أزمة جديدة بعد أكثر من شهر فقط على تشكيل حكومة يفترض أن تركز نشاطها على وضع خطة لإخراج البلاد من دوامة الانهيار الاقتصادي المستمر فيها منذ أكثر من عامين.

وأغلقت المؤسسات الحكومية والمدارس في لبنان أبوابها اليوم الجمعة في ظل الحداد العام الذي أعلنته الحكومة اللبنانية على أرواح ضحايا الاشتباكات المسلحة في بيروت أمس.

قنص وإطلاق نار

وفي هذا الشأن بدأ إطلاق النار بشكل مفاجئ خلال تجمع عشرات المتظاهرين من مناصري حزب الله وحركة أمل أمام قصر العدل.

وقال وزير الداخلية بسام مولوي، خلال مؤتمر صحافي: « الإشكال بدأ بإطلاق النار من خلال القنص، وأصيب أول شخص في رأسه … إطلاق النار على الرؤوس يعد أمرًا خطيرًا جدًا ».

وأشار مولوي إلى أن « مدعي عام التمييز أعطى إشارة قضائية مفتوحة لمتابعة التحقيقات ووضع كل المعلومات أمامها لتوحيد التحقيق والوصول إلى النتيجة المرجوة ».

وعن إمكان وجود معطيات أمنية للتحرك، قال مولوي: « لم يكن لدينا معطيات أمنية، ومنظمو التظاهرة أكدوا على سلميتها وهي مختارة من النخب، وليس لدى الأجهزة الأمنية أي معلومات حول ما حصل ».

تبادل الاتهامات

وفي هذا الصدد اتهمت جماعة حزب الله وحركة أمل، « مجموعات مسلحة » تابعة لحزب « القوات اللبنانية » التي يترأسها سمير جعجع، بقتل وجرح مؤيدين لهما خلال مظاهرة في العاصمة بيروت.

واعتبرت قيادة حزب الله وأمل، في بيان مشترك، إن مشاركين في « تجمع رمزي » أمام قصر العدل في بيروت تعرضوا لـ »اعتداء مسلح من قبل مجموعات من حزب القوات اللبنانية، التي انتشرت في الأحياء المجاورة وعلى أسطح البنايات، ومارست عمليات القنص المباشر للقتل المتعمد، مما أوقع هذا العدد من الشهداء والجرحى »، مضيفا  » أن الاعتداء يهدف إلى جر البلد لفتنة مقصودة ».

ومن جهتها نفت القوات أي مسؤولية لها في هذه الأحداث، لافتة إلى أنها « نتيجة عملية للشحن الذي بدأه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله منذ أربعة أشهر بالتحريض في خطاباته كلّها على المحقّق العدلي » في انفجار مرفأ بيروت.

مشاهد تعيد إلى الأذهان الحرب الأهلية سنة 1975

وأعادت مشاهد الاشتباكات في بيروت أمس إلى الأذهان ذكريات الحرب الأهلية الأليمة التي شهدتها لبنان بين « (1975-1990).

كما أعادت هذه المشاهد أيضا إلى الأذهان ما حصل في ماي 2008 حين تطورت أزمة سياسية في لبنان الى معارك في الشارع بين حزب الله والأغلبية النيابية في ذلك الحين بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.

 وسيطر خلالها حزب الله لأيام عدة على القسم الأكبر من الشطر الغربي لبيروت. وتوصلت الأطراف السياسية لاحقاً إلى تسوية خلال لقاء في العاصمة القطرية الدوحة.

تجنب الانجرار وراء الفتنة ودعوات للتهدئة

رئيس الحكومة نجيب ميقاتي  دعا في هذا السياق « إلى الهدوء وعدم الانجرار وراء الفتنة »، وأجرى اتصالات عدة مع الجيش ومسؤولين بينهم زعيم حركة أمل رئيس مجلس النواب نبيه بري.

ومن جهتها لفتت رئاسة الجمهورية اللبنانية في تغريدة عبر تويتر، إلى أن الرئيس ميشال عون أجرى اتصالات مع رئيس الحكومة ووزيري الدفاع والداخلية وقائد الجيش وتابع معهم تطورات الوضع الأمني في ضوء الأحداث التي وقعت في منطقة الطيونة وضواحيها، »وذلك لمعالجة الوضع تمهيدًا لإجراء المقتضى وإعادة الهدوء إلى المنطقة. ».

ودعت وزارة الخارجية الروسية اليوم جميع الأطراف في لبنان إلى « ضبط النفس » بعد الاشتباكات الدامية التي هزَت العاصمة بيروت، في ظل تصاعد التوتر في البلاد بسبب اعتراضات على مسار التحقيقات في قضية انفجار المرفأ العام الماضي.

وكانت فرنسا والولايات المتحدة والأمم المتحدة قد دعت الأطراف اللبنانية إلى الهدوء لكنها شدَدت أيضا على ضرورة السماح بمواصلة التحقيق في انفجار الميناء من دون عوائق.


Poster un Commentaire

quatre × un =

Ce site utilise Akismet pour réduire les indésirables. En savoir plus sur comment les données de vos commentaires sont utilisées.