logo-mini

انتكاسة حزب ماكرون في الانتخابات البلدية الفرنسية وسط عزوف الناخبين

Partager

انتكاسة حزب ماكرون في الانتخابات البلدية الفرنسية وسط عزوف الناخبين

أدلى الفرنسيون بأصواتهم يوم الأحد 28 يونيو 2020، في الدورة الثانية من الانتخابات البلدية التي عرفت نسبة تصويت لم تتجاوز 40 في المائة.

و أجريت هذه الانتخابات، التي تأجلت أكثر من ثلاثة أشهر بسبب فيروس كورونا، وسط إجراءات مشددة للوقاية الصحية منعا لموجة عدوى جديدة للوباء. حيث فرض وضع الكمامات و استعمال المطهرات و التباعد الجسدي في مكاتب الاقتراع.

انتكاسة حزب ماكرون و تقدم حزب الخضر

مني حزب « الجمهورية إلى الأمام »  الذي يمثل الوسط بزعامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بانتكاسة كبيرة في الانتخابات البلدية، حيث لم يحقق نتائج حاسمة في أي مدينة كبيرة. على الرغم من فوز رئيس الوزراء إدوارد فيليب الذي لم يتقدم للانتخابات تحت لافتة الحزب في مدينة لوهافر الساحلية بنسبة 59 في المائة من الأصوات.

و أعيد انتخاب رئيسة بلدية باريس عن الحزب الاشتراكي الفرنسي آن هيدالغو بنسبة 50.2 في المائة من الأصوات، متقدمة على مرشحة اليمين رشيدة داتي، فيما حلت مرشحة حزب « الجمهورية إلى الأمام » الحاكم أنييس بوزين ثالثة.

و من جهة أخرى سجل مرشحو حزب « البيئة » (الخضر) نتائج جيدة، حيث حققوا انتصارات باهرة في عدة مدن كبيرة، على غرار ليون (وسط) و ستراسبورغ (شمال شرق) و بوردو (جنوب غرب) و بواتيه (وسط غرب).

و من ناحية أخرى أظهرت النتائج فوز حزب مارين لوبان اليميني المتطرف في بربينيان لتصبح أول مرة يسيطر فيها الحزب المناهض للاتحاد الأوروبي على مدينة يزيد عدد سكانها عن 100 ألف نسمة.

نتائج الانتخابات: أي أثر على ماكرون

في ظل انتكاسة حزب « الجمهورية إلى الأمام » الحاكم في الانتخابات البلدية الفرنسية، طفت على السطح تساؤلات حول أثر نتائج الانتخابات على توجه إيمانويل ماكرون في العامين الأخيرين من ولايته. فهل سيتعامل مع حزب « البيئة » (الخضر)؟ و هل سيبقي رئيس الوزراء ادوارد فيليب الذي انتصر في لوهافر؟

و حسب تقارير إعلامية يجب أن يجد الرئيس الفرنسي توازنا هشا بين رغبة الجناح اليساري في حزبه في تبني توجه بيئي بدون أن يتخلى عن الخيارات الليبيرالية التي طبعت بداية ولايته.

و تضيف ذات المصادر أن نتائج الانتخابات البلدية ستؤثر على الجزء الثاني من ولاية ماكرون الذي ألمح إلى أن أزمة الفيروس غيرت أشياء، واعدا بـ »استخلاص العبر »، و إلى إيقاظ بعض المطامح حول الانتخابات الرئاسية لعام 2022.

و يتوقع كثيرون أن ماكرون سيلجأ بعد الانتخابات البلدية لإجراء تعديل وزاري. و تبدو هذه الحالة غريبة نوعا ما نظرا لتعرض الرئيس إلى انتقادات تتعلق بإدارة أزمة فيروس كورونا المستجد فيما يتقدم عليه رئيس الوزراء إلى حد كبير في استطلاعات الرأي.

و قبل عام، كان الرئيس ماكرون يأمل في أن تساعد الانتخابات البلدية في تدعيم أركان حزبه الجديد في بلدات و مدن فرنسا، بما في ذلك العاصمة باريس وذلك قبل سعيه للفوز بفترة ولاية ثانية في الانتخابات المقررة في 2022. لكن معاونيه قللوا في الآونة الأخيرة من حجم التوقعات.

و وسط غضب اجتماعي عارم و انتقادات لإدارة أزمة فيروس كورونا المستجد، وجد الرئيس الفرنسي نفسه في وضع صعب قبل عامين من انتهاء ولايته و تكهنات حول تعديل وزاري.

و يعتزم الرئيس الفرنسي الذي من المحتمل أن يكون حريصا على التخلص من عبء هذه الانتخابات المرهقة في أسرع وقت ممكن، إلقاء كلمة يوم غد.

و من المتوقع أن يقدم رده الأول على التوصيات التي قدمها مؤتمر المواطنين بشأن البيئة، و هي جمعية مؤلفة من 150 مواطنا تم تنظيمها في إطار الديمقراطية التشاركية في البلاد.

و من جهته، قال المؤرخ والأستاذ في جامعة أورليانز جان جاريجيس لوكالة الأنباء الفرنسية إن « المشكلة هي أن « الجمهورية إلى الأمام » هو حزب جديد ليس له جذور محلية و يجد صعوبة في فرض نفسه كقوة. كما أنه طمس صورته مع عقده التحالفات مع اليسار ومع اليمين أيضا خاصة بعد الدورة الأولى للانتخابات البلدية ».


Poster un Commentaire

dix-sept − 11 =

Ce site utilise Akismet pour réduire les indésirables. En savoir plus sur comment les données de vos commentaires sont utilisées.