logo-mini

زيارة تاريخية للبابا إلى العراق وسط إجراءات أمنية مشددة و تفشي كورونا

Partager

زيارة تاريخية للبابا إلى العراق وسط إجراءات أمنية مشددة و تفشي كورونا

يصل البابا فرانسيس اليوم إلى العراق، في زيارة تاريخية  هي الأولى من نوعها و تجري في ظل تدابير أمنية مشددة، في بلد تمزقه النزاعات منذ عقود، و كذا وسط تزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا.

و تهدف الزيارة، التي تستمر أربعة أيام، إلى طمأنة المجتمع المسيحي في العراق، و تعزيز الحوار بين الأديان، حيث من المقرر أن يلتقي البابا، مع أبرز رجال الدين من الشيعة في العراق.

و أعلن الحبر الأعظم في رسالة مصورة موجهة إلى الشعب العراقي، وزعها الفاتيكان عشية الزيارة، « أنه أخيرا سوف أكون بينكـم، أتــــوق لمقابلتكم و رؤيـــة وجوهـــكـم و زيارة أرضكم، مهد الحضارة العريق و المذهل ». وفق تعبيره.

و كان البابا فرنسيس قد أصر على الزيارة رغم تسجيل زيادة جديدة في أعداد الإصابات بفيروس كورونا و المخاوف الأمنية.

تشجيع المسيحيين و الدعوة إلى السلام

يهدف بابا الفاتيكان فرانسيس إلى تشجيع المسيحيين و الدعوة إلى السلام خلال اجتماعات مع زعماء سياسيين و غيرهم من رجال الدين، بحسب مراسل بي بي سي مارك لوين.

و قال البابا فرنسيس، مخاطبا الشعب العراقي في رسالة بالفيديو عشية رحلته : « أوافيكم حاجا تائبا لكي ألتمس من الرب المغفرة و المصالحة بعد سنين الحرب و الإرهاب، و لأسأل الله عزاء القلوب و شفاء الجراح ».

و أضاف : « أوافيكم حاجا يشوقني السلام… و أسعى خلف الأخوة و تدفعني الرغبة في أن نصلي معا و نسير معا و مع الإخوة والأخوات في التقاليد الدينية الأخرى أيضا، تحت راية أبينا إبراهيم، الذي يجمع في عائلة واحدة المسلمين و اليهود و المسيحيين ».

و قال البابا للمسيحيين العراقيين : « أود أن أحمل لكم عناق الكنيسة بأسرها المفعم بالحنان، الكنيسة التي هي قريبة منكم و من الشرق الأوسط المتألم، و أنا أشجعكم على المضي قدما ».

تراجع أعداد المسيحين في العراق

كان البابا يوحنا بولس الثاني، بابا الفاتيكان السابق، قد ألغى زيارة للعراق في نهاية عام 1999 بعد انهيار محادثات مع حكومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

تراجعت أعداد المسيحيين في العراق منذ ذلك الوقت، من 1.4 مليون إلى حوالي 250 ألفا، حيث كان كثيرون قد فروا خارج البلاد هربا من أعمال العنف عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 و أطاح بصدام حسين.

و نزح عشرات الآلاف عندما اجتاح مسلحو تنظيم داعش شمالي العراق في عام 2014، و دمروا كنائسهم التاريخية، واستولوا على ممتلكاتهم، و خيّروهم بين دفع الجزية أو تغيير دينهم أو مغادرة البلاد أو مواجهة الموت. وفق تقارير إعلامية

و وفقا لوزارة الخارجية الأمريكية، يقول رجال دين مسيحيون إن هناك أقل من 250 ألف مسيحي في العراق، و يعيش معظمهم، نحو 200 ألف، في سهل نينوى و إقليم كردستان شمالي البلاد.

و يقدر 67 في المائة منهم من الكلدان الكاثوليك، الذين تحتفظ كنيستهم ذات الطقوس الشرقية بطقوس دينية و تقاليد خاصة بها لكنها تعترف بسلطة البابا في روما، بينما ينتمي 20 في المائة إلى كنيسة المشرق الآشورية التي يُعتقد أنها أقدم الكنائس في العراق. حسب تقارير صحفية.

و ينتمي البقية إلى السريان الأرثوذكس، و السريان الكاثوليك، و الأرمن الكاثوليك، و الأرمن الرسوليين، فضلا عن الأنجليكان و الإنجيليين و البروتستانت.


Poster un Commentaire

deux × quatre =

Ce site utilise Akismet pour réduire les indésirables. En savoir plus sur comment les données de vos commentaires sont utilisées.