في زمن كورونا : الصين تزيح الولايات المتحدة لتصبح أكبر مستقبل للاستثمار الأجنبي
في زمن كورونا : الصين تزيح الولايات المتحدة لتصبح أكبر مستقبل للاستثمار الأجنبي
حلت الصين محل الولايات المتحدة لتصبح أكبر بلد في العالم من حيث تدفق رأس المال الأجنبي في ظل تفشي كوفيد-19.
و قال تقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة و التنمية « أونكتاد »، حول اتجاه الاسثمار العالمي، إن الصين شهدت ارتفاعا هائلا في تدفق الأموال الأجنبية عام 2020.
و ذكر التقرير أن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي إلى الصين ارتفعت بنسبة 4% لتصل إلى 163 مليار دولار أمريكي في عام 2020،
و في المقابل انخفضت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي إلى الولايات المتحدة بنسبة 49% و بلغت 134 مليار دولار فقط.
وفقا للتقرير، فانخفض الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي في عام 2020 بنسبة 42% إلى ما يقدر بـ859 مليار دولار، و ذلك بزيادة 30% عن أدنى مستوى له بعد الأزمة المالية العالمية في عام 2009.
و استطاعت الولايات المتحدة العام الماضي اجتذاب 251 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة الجديدة بينما كان نصيب الصين منها 140 مليار دولار.
و على الرغم من أن الصين قد تحتل المرتبة الأولى بالنسبة للاستثمارات الأجنبية الجديدة، لا تزال الولايات المتحدة تهيمن على إجمالي الاستثمارات الأجنبية.
و يعكس ذلك عقودا قضتها الصين باعتبارها المقصد الأكثر جاذبية للشركات الأجنبية الطامحة إلى التوسع في الخارج.
الصين تتحرك نحو مركز الاقتصاد العالمي
و في هذا الشأن يرى خبراء إن الأرقام تؤكد تحرك الصين نحو مركز الاقتصاد العالمي الذي طالما هيمنت عليه الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم.
و من المتوقع أن تقفز الصين، التي تخوض حاليا حربا تجارية مع الولايات المتحدة، إلى المركز الأول بحلول عام 2028، وفقا لمركز أبحاث الاقتصاد و الأعمال « سي إي بي آر » و مقره بريطانيا.
و بلغ الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة ذروته عام 2016 عندما سجل 472 مليار دولار، في الوقت الذي سجلت فيه الصين 134 مليار دولار.
و استمر منذ ذلك الوقت نمو الاستثمار في الصين، بينما تراجع في الولايات المتحدة سنويا اعتبارا من عام 2017.
و كانت إدارة ترامب قد شجعت الشركات الأمريكية على مغادرة الصين، و إعادة تأسيس عملياتها في الولايات المتحدة.
و حذرت إدارة ترامب الشركات و المستثمرين الصينيين من تطبيق تدقيق جديد عليهم حال الاستثمار في الولايات المتحدة، بناء على أسس الأمن القومي.
و على الرغم من أن الاقتصاد الأمريكي يكافح منذ تفشي فيروس كورونا العام الماضي، سجل الاقتصاد الصيني انتعاشا بسرعة.
و أظهرت بيانات رسمية الشهر الجاري تسجيل نمو الاقتصاد الصيني، الذي يُقاس بإجمالي الناتج المحلي، بنسبة 2.3 في المائة عام 2020.
و يجعل ذلك الصين في مرتبة الاقتصاد الرئيسي الوحيد في العالم الذي تفادى الانكماش العام الماضي، إذ فوجئ العديد من خبراء الاقتصاد بسرعة تعافيها، لا سيما و أنها اجتازت علاقات متوترة مع الولايات المتحدة.
و على العموم سجل الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي تراجعا كبيرا عام 2020، إذ تراجع بنسبة 42 في المئة، وفقا لتقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة و التنمية « أونكتاد ».
و يشمل الاستثمار الأجنبي المباشر عادة شركة واحدة تتولى السيطرة على شركة خارجية، من خلال الاندماج أو الاستحواذ.
Poster un Commentaire